السبت، 22 نوفمبر 2014

السبورة الذكية

السبورة الذكية Smart Board
بقلم : ريما البشر 

مقدمة:
بدأ الاعتماد يقل على استخدام السبورات التقليدية، من سبورات طباشيرية أو سبورات بيضاء مروراً بالسبورة الضوئية (جهاز العرض العلوي) إلى التوسع في استخدام السبورة الإلكترونية المتصلة بجهاز الحاسوب الشخصي أو المحمول، لذا فإننا في الوقت الراهن نجد أن معظم المدارس أصبحت تستبدل لوحات العرض التعليمية التقليدية بالسبورات الذكية والتفاعلية بمختلف أنواعها، لذلك فإنه من الضروري على كل من يعمل في التعليم أن يكون ملماً باستخدام السبورة الذكية لما لها من قيم تربوية وميزات تعليمية .
تاريخ تطور السبورة الذكية:
بعد مجموعة طويلة من الأبحاث والتجارب التكنولوجية والتفكير في إيجاد بديل تقني متطور لسبورات ولوحات العرض التقليدية مثل (السبورة الطباشيرية – لوحة الجيوب – اللوحة الوبرية – السبورة المغناطيسية – اللوحة الكهربائية ... الخ) استطاعت نانسي نولتون Nancy Knowlton وزوجها ديفيد مارتن David Martin الذين يعملان في إحدى الشركات الكبرى الرائدة في تكنولوجیا التعلیم في كندا الولایات المتحدة الأمریكیة من التوصل في منتصف 1980م  لفكرة رائعة محورها يدور حول إمكانية ربط الكمبيوتر بشاشة عرض (لوحة) حساسة تعمل كبديل لشاشة الكمبيوتر ولكن بدون استخدام الفارة ولوحة المفاتيح حيث يتم استخدام نظام اللمس في التنقل.
 وقد كان الإنتاج الفعلي لأول سبورة ذكية وظهورها في الأسواق من قبل شركة سمارت في بداية عام 1991م وسميت السبورة البيضاء التفاعلية (Interactive Whiteboard).وقد مرت الذكية بمراحل تطوير عديدة خلال السنوات الأخيرة حتى أصبحت كما نراها حالياً.

المسميات المتعددة للسبورة الذكية:
أطلقت الشركات الموزعة وصاحبة الاعتماد للسبورة الذكية مجموعة متنوعة من المسميات الدعائية للسبورة الذكية منها:
1.      السبورة الذكية Smart Board
2.      السبورة الإلكترونية Electronic Board (e-board)
3.      السبورة الرقمية Digital Board
4.      السبورة البيضاء التفاعلية Interactive whiteboard

تعريف السبورة الذكية:
تعرف السبورة الذكية بأنها: نوع خاص من اللوحات أو السبورات البیضاء الحساسة التفاعلیة التي یتم التعامل معھا باللمس، ویتم استخدامھا لعرض ما على شاشة الكمبیوتر من تطبیقات متنوعة.
كما يمكن تعريفها على أنها: شاشة عرض (لوحة) إلكترونية حساسة بيضاء يتم التعامل معها باستخدام حاسة اللمس (بإصبع اليد أو أقلام الحبر الرقمي أو أي أداة تأشير) ويتم توصيلها بالحاسب الآلي وجهاز عارض البيانات data show حيث تعرض و تتفاعل مع تطبيقات الحاسب المختلفة المخزنة على الحاسب أو الموجودة على الانترنت سواء بشكل مباشر أو من بُعد.

متطلبات تشغيل السبورة الذكية:
حتى يتم تشغيل واستخدام السبورة الذكية فإننا بحاجة بشكل أساسي إلى:
  • جهاز حاسب آلي.
  • جهاز عرض البيانات Data Show موصل بالحاسب.
  • سلك خاص للتوصيل بين السبورة وجهاز الحاسب.
  • برنامج السبورة الذكية يتم تحميله على جهاز الحاسب.
كما أن هناك بعض متطلبات التشغيل غير الأساسية ولكن وجودها يدعم وظائف السبورة الذكية مثل الكاميرا، والنظام الصوتي (سماعات ومضخم صوت) والطابعة.
          مكونات السبورة الذكية
          ‌أ-          المكونات المادية (Hardware):
شاشة بيضاء تفاعلية  - أربعة أقلام حبر رقمية – ممحاة رقمية – زر لإظهار لوحة المفاتيح على الشاشة – زر الفأرة الأيمن – زر المساعدة.

        
‌ب-       
المكونات البرمجية 
كما ذكرنا في تعريف السبورة الذكية فإنها يمكنها تشغيل برامج الحاسب المختلفة والتفاعل معها، إضافةً إلى ذلك فإن لها برامج خاصة لإنتاج دروس تفاعلية تعمل على السبورة الذكية وهذه البرامج هي:
برنامج دفتر الملاحظات Notebook : وهو أهم برنامج من برامج السبورة الذكية ويُستخدم لإعداد دروس تفاعلية، وهو يشبه إلى حد كبير برنامج الباوربوينت لكنه يمتاز بخصائص تميزه عنه كإمكانية تحريك الصور مثلاً.
برنامج المسجل Recorder: وعند تشغيله يقوم بتسجيل كافة الإجراءات التي  المعلم على الشاشة مع الصوت.
برنامج مشغل الفيديو Video player: يقوم بتشغيل ملفات الفيديو الموجودة على جهاز الحاسب سواءً التي تم تسجيلها من خلال السبورة نفسها أو التي حفظها من الإنترنت أو البرامج التعليمية، كما يتيح البرنامج الكتابة و الرسم فوق الفيديو.
إمكانياتها التقنية:
·         تٌستخدم كشاشة عرض كبيرة المساحة بديلة عن شاشة الكمبيوتر، بكل ما يتصف به الكمبيوتر من مميزات وتطبيقات مختلفة على سبيل المثال الباوربوينت، الإكسل، الوورد، ألعاب الكمبيوتر، الانترنت .. الخ، مع إمكانية التفاعل معها باللمس بدلاً من الفأرة ولوحة المفاتيح.
·         تسمح للمستخدم بالرسم والكتابة في البرامج، كإضافة بعض التعليقات على العروض التقديمية المصممة ببرنامج الباوربوينت، أو الكتابة على أي مقطع من مقاطع الأفلام التعليمية.
·         لديها إمكانية تحویل رسوم الید إلى رسوم رقمیة كالأشكال الهندسية مثلاً، كما يمكنها التعرف على الكلمات المكتوبة بخط اليد وتحويله إلى حروف رقمية.ض
·         یمكن تخزين و حفظ المعلومات المكتوبة عليها على جهاز الحاسب والتعديل عليها لاحقاً أو طباعتها.
يمكن ربطها بالانترنت وتصفح الإنترنت من خلالها، أو نقل ما يتم عليها لفصل آخر في نفس الوقت.
ومع هذه الإمكانيات فإنه ينبغي الانتباه أنه من الضروري الاهتمام بنوع وجودة البرامج التي تعرضها السبورة الذكية، سواءً استخدم المعلم برامج الحاسب المشهورة كالباوربوينت أو استخدم البرامج الخاصة بالسبورة الذكية، فالعبرة هنا بجودة ما تعرضه السبورة الذكية من برامج وليس بما تملكه السبورة من إمكانيات في العرض، لذا يجب الاستفادة من إمكانيات السبورة بعرض برامج تعليمية متفاعلة ومتعددة الوسائط.

مميزاتها التعليمية:
  • توفير وقت المعلم الذي يحتاجه للكتابة على السبورة حيث يمكن كتابة الدروس مسبقاً وإضافة التعليقات والملاحظات أثناء الشرح.
  • لا يحتاج المتعلم لنقل ما يكتبه المعلم على السبورة، حيث يمكن طباعته وتوزيعه على الطلاب أو حفظه وإرساله لهم عبر البريد الإلكتروني ( (E-mail.
  • تتميز بتوفر عنصر الحركة في البرامج التعليمية متعددة الوسائط حيث يمكن للمتعلم نقل وتحريك الرسومات والأشكال.
  • تسهم في القضاء على خوف بعض الطلاب من التكنولوجيا ((Technophobia مما يحفزهم على استخدامها في حياتهم.
  • توفر إمكانية تسجيل الدرس كاملاً مع صوت المعلم وإعادة عرضه بعد حفظه في فصول أخرى أو إرساله إلى الطلاب الغائبين عبر البريد الإلكتروني (E-mail).
  • عرض الموضوعات الدراسية بطريقة مشوقة وجذابة، نظراً لتوفر عناصر الوسائط المتعددة (الصوت – الفيديو – الصورة) وإمكانية التفاعل مع هذه المحتويات بالكتابة عليها وتحريكها، وكذلك متعة الوصول إلى الإنترنت بشكل مباشر.
  • إمكانية استخدامها في التعلم عن بعد، بحيث يتم ربطها بالإنترنت فيتم عرض كل ما يكتب عليها مع صوت وصورة المعلم في حال وجود كاميرا، وهذا يساهم في حل مشكلة نقص عدد المعلمين أو الاستفادة من المعلمين المتميزين.
عيوبها:
·         ارتفاع ثمن شراءها، كما أن تكاليف صيانتها مرتفعة.
·         لا تخدم اللغة العربية بشكل كامل، مثل: عدم توفر خاصية تحويل الكتابة اليدوية العربية إلى كتابة رقمية.
·         تعتبر جهاز حساس لا يتحمل كثرة الأخطاء فلا بد من التدريب عليها.

.........................................................................................................................................
المراجع:

1-      سرايا, عادل (2009). تكنولوجيا التعليم ومصادر التعلم الإلكتروني مفاهيم نظرية وتطبيقات عملية، الجزء الثاني. مكتبة الرشد. الرياض.

2-      عبد السلام، مندور( 2012). وسائل وتقنيات التعليم مفاهيم وتطبيقات، الجزء الثاني. مكتبة الرشد. الرياض.



التعليم المفتوح

التعليم الجامعي المفتوح وتعليم الكبار

بقلم : أفنان الغامدي 

المقدمة
إن المعرفة الإنسانية تشهد تطوراً مذهلاً في وقتنا الراهن نظراً للتقدم العلمي والتكنولوجي وما أتاحه من إمكانية هائلة في الحصول على المعرفة بشتى الوسائل، والتربية بمعناها الشامل تأثرت إلى حد بعيد بالتغيرات العلمية والتكنولوجية فلم تعد مضامين التربية وأساليبها وطرقها وما يتصل بها من مناهج دراسية بعيدة عن هذه التطورات، بل أصبحنا نشهد اليوم ثورة تربوية عارمة تأخذ أشكالاً متعددة، ولم تعد الأنماط التقليدية في عمليات التعلم والتعليم القائمة على التفاعل المباشر بين المعلم والمتعلم قادرة على متابعة ما يجري في كافة فروع المعرفة، وكان لا بد من استحداث طرائق ووسائل جديدة تمكن المتعلم من استيعاب هذه المعرفة الجديدة وفهمها والتعامل معها من منظور مختلف. .
وإذا أرادت جامعاتنا ومعاهدنا ومدارسنا بإمكاناتها المحدودة الناجمة عن ظروف لا نستطيع معالجتها بيسر وسهولة تحقيق أهدافها المنشودة في توفير فرص التعليم والتعلم لكل راغب فيه وقادر عليه فإنها لن تستطيع ذلك إذا ما استمرت باتباع الأساليب التقليدية في المعالجة، ولذا فلا بد من البحث عن أنماط جديدة في التعليم تتخطى تلك المعوقات وتتجاوزها وتستطيع الوصول إلى مناطق أوسع بأيسر السبل وأكثرها اقتصاداً في الوقت والمال .
ويعد التعليم المفتوح من أهم هذه الأساليب التي تساعد الإنسان الفرد والمجتمع على النهوض وتحقيق أهداف التقدم والرقي ومواكبة العصر، فالتعليم المفتوح لم يعد مجرد ضرورة من ضرورات مواجهة التغير المتسارع، بل إنه يسهم في حل كثير من المشكلات وتلافي جوانب القصور الناتجة عن تلبية متطلبات واحتياجات الحياة المعاصرة من التعليم والتدريب والتثقيف في ضوء الأنماط الحديثة من التعليم النظامي وغير النظامي.
إن مجتمعنا العربي وهو يطرق أبواب التقدم بعد أن اختط لنفسه أسلوب التنمية الشاملة لجميع موارده البشرية والطبيعية هو في أمس الحاجة لاستغلال جميع الطاقات والموارد بالشكل الذي ينسجم مع تطلعات الأمة ويحقق أهدافها في التكامل الاقتصادي والاجتماعي ويجنبها الهدر في الموارد الطبيعية والإمكانات البشرية.
وإن الاستغلال السابق لا يتأتى إلا من خلال الاهتمام بتعليم وتدريب كافة الشرائح والأعمار صغاراً وكباراً وفي أي مرحلة من مراحل العمر، إذ تشير الكثير من الدلائل إلى أن تعليم الكبار قد أصبح ميداناً مهماً من ميادين التربية الحديثة، وأن المتعلمين الكبار هم في مركز أو قلب أهم التجديدات المستقبلية في التربية والتعليم وبخاصة في التعليم العالي.
ويقوم تعليم الكبار في أساسه على فكرة التربية المستمرة والتعليم مدى الحياة، وينظر إليه على نحو عام أنه "التعليم الهادف المنظم الذي يقدم للبالغين أو الراشدين أو الكبار غير المقيدين في جامعات نظامية (مقيمة) من أجل تنمية معارفهم ومهاراتهم أو تغيير اتجاهاتهم وبناء شخصياتهم".
وينظر إليه بعضهم على أنه "كل خبرة تعليمية تقدم للكبار بصرف النظر عن مضمونها أو محتواها أو الطريقة المستخدمة التي تقوم عليها أو تقدم بها" وبهذا يعد ميدان  تعليم الكبار ميداناً واسعاً عريضاً يشتمل قطاعات مختلفة من البشر في مختلف ميادين العمل والإنتاج، ويعد أيضا ميداناً متجدداً يرتكز في أساسياته على فكرة التربية لعالم متغير، وأنه تعليم غير منته بسن معينة أو برامج معينة أو سنوات دراسية معينة (التل، 1989). وبشكل عام يعتبر تعليم الكبار أوسع وأشمل من مجرد محو الأمية بل يتعدى ذلك إلى تعليمهم منظومة معرفية واتجاهات قيمية وعلمية تعوضهم ما فاتهم من تعليم عالي لأسباب اقتصادية أو اجتماعية حالت دون إكمالهم تعليمهم الجامعي.


مفهوم التعليم المفتوح:
يعد مفهوم التعليم المفتوح من المفاهيم التي أخذت حيزاً واضحاً على الخريطة الأكاديمية للتعليم العالي في كثير من دول العالم، إذ أصبح هذا النوع من التعليم مورداً مهماً للجامعات في سبيل التغلب على كثير من المشكلات المادية والأكاديمية على حد سواء.
إن فكرة التعليم المفتوح ليست جديدة، بل كان مطروحا منذ القرن قبل الماضي، حيث أن كثيراً من المعاهد التربوية الخاصة والتجارية في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا استخدمت التعلم عن بعد وذلك بإيصال المواد التعليمية إلى الدارسين بنظام عرف بالدراسة بالمراسلة، وبعد النجاح الذي صاحب هذه التجربة بدأت بعض الجامعات باستخدام التعلم عن بعد في التعليم الجامعي مثل جامعة كوينزلاند (Queensland) في أستراليا، وجامعة انجلترا (The University of New England). (Denek, 1994)
أما الجامعة البريطانية المفتوحة فقد بدأت في الستينات وكان لها دور بارز في استخدام هذا النوع من التعليم في المرحلة الجامعية، بل أن المواد المطبوعة التي أعدتها انتشرت إلى أنحاء عديدة في العالم. ولقد أثبتت هذه الجامعة أنه بالإمكان استخدام التعليم عن بعد بكلفة اقتصادية أقل بالمقارنة مع التعليم الجامعي التقليدي. (نشوان، 1977، ص 3).
ولتحديد مفهوم التعليم المفتوح لا بد من الإشارة إلى الجهود المبذولة من قبل التربويين المتخصصين في التعلم عن بعد والتعليم الجامعي المفتوح.
فقد عرفه جيفرايز وآخرون بأنه تنظيم يساعد المتعلمين على التعلم في الوقت والمكان الملائم لظروفهم ومتطلباتهم ويفتح أمامهم فرص التغلب على المعيقات الناجمة عن العزل الجغرافي أو الالتزام الوظيفي والشخصي أو التقيد بالنظام الرسمي التي غالباً ما تمنع الناس من الحصول على المعرفة والتدريب الذي يحتاجونه كما عرفه كيجان بأنه: "مصطلح يتضمن مدى واسعاً من استراتيجيات التعليم والتعلم، ويشير إلى الدراسة عن بعد، والدراسة المستقلة في مستوى التعليم العالي".
ويحدد فيل ريس ) مفهوم التعليم الجامعي المفتوح على أنه يعني أن الطالب أو المتدرب لديه الحرية في الاختيار والضبط، فالحرية تعني حرية المتعلم في انتقاء ما يتعلم، ومتى يتعلم، وكيف يتعلم، أما الضبط فيعني الضبط الذاتي لأن المتعلم يكون مسؤولاً عن تعلمه".
ويعرفه مايكل مور بأنه: "عبارة عن طائفة من طرائق التدريس التي يكون فيها السلوك التعليمي منفصلاً عن السلوك التعلمي، ويتضمن تلك الوسائل التي يتم فيها الاتصال بين المعلم والمتعلم عبر أجهزة وأدوات الطباعة والأجهزة الميكانيكية والإلكترونية وغيرها من الأجهزة الأخرى.
ومما سبق يمكن القول أن التعليم المفتوح هو:
" تعليم جماهيري متاح لجميع الناس ويتسم بالمرونة من حيث شروط القبول به وطريقة التدريس، والزمان والمكان والمدى تبعاً لاحتياجات وظروف الدارسين".

مبررات استخدام التعليم الجامعي المفتوح:
يلخص نشوان (2004) مبررات التعليم الجامعي المفتوح فيما يلي:
أولاً: توفير فرص التعليم الجامعي لأولئك الأفراد الذين أعاقتهم ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية عن الالتحاق بالجامعات بعد المرحلة الثانوية مباشرة.
ثانياً: يمكن التعليم الجامعي المفتوح الأفراد في المناطق النائية من مواصلة تعليمهم على الرغم من بعد المسافات وذلك من خلال تأمين المقررات والمواد التعليمية لهم واستغلال النظام التكاملي متعدد الوسائط في تسهيل التفاعل بين الدارسين والمشرفين.
ثالثاً: يسمح التعليم الجامعي المفتوح للدارسين بالجمع بين الدراسة والعمل، والاستمرار في الدور المنتج إلى جانب التحصيل الدراسي.
رابعاً: يتيح نظام التعليم المفتوح للمرأة والأم إكمال تعليمها العالي بكل سهولة ويسر عبر التقنيات التربوية وفي الأوقات التي تناسبها، وقد شكلت الإناث ما نسبته ( 90 % ) في الجامعة العربية المفتوحة/ فرع الأردن، منها (  67 % ) امرأة عاملة.
خامساً: أن التعليم الجامعي المفتوح يساهم في استيعاب أعداد كبيرة جداًَ من الدارسين تفوق القدرة الاستيعابية للجامعات التقليدية وذلك نظراً للاعتماد على الوسائط التعليمية وإعداد المواد التعليمة القائمة على الدراسة الذاتية.
سادساً: أن التعليم الجامعي المفتوح يعتمد على التعلم الذاتي، ويحث الدارسين على مواكبة التطورات المعرفية المتسارعة، وهذا يوفر مساحة واسعة للدارسين لكي يكتسبوا مهارات التعلم والدراسة الذاتية اللازمين لمتابعة كل جديد في المعرفة.
سابعاً: يتصف التعليم الجامعي المفتوح بالمرونة من حيث التنظيم الإداري والأكاديمي، فلا توجد حدود أو حواجز للقبول، حيث يمكن قبول الدارسين بغض النظر عن العمر أو الدرجات، أو الوظيفة، أو مكان السكن.
ثامناً: يستجيب نمط التعليم المفتوح لمبدأ الدافعية الداخلية للتعلم اللازمة لتحقيق النجاح والإنجاز.
تاسعاً: يمكن أن يوفر التعليم الجامعي المفتوح فرص التعلم لمستويات دون الدرجة الجامعية الأولى، وذلك من خلال برامج أكاديمية لمدة سنة أو سنتين جامعيتين ومن ثم يحصل الدارس على شهادة متوسطة بناء على رغبته.

التعليم المفتوح وتعليم الكبار:
لقد شهد تعليم الكبار في السنوات الأخيرة عدة تطورات أدت إلى تعميق جوانبه واتساع ميادينه، وشمول أنشطته، وزادت أهميته في تنمية المجتمعات، بل أن أهمية تعليم الكبار كميدان تربوي لا تقتصر على دول معينة ذات مستوى اقتصادي واجتماعي معين، وإنما تنسحب أهميته على دول العالم المعاصر على اختلاف شاكلتها المتقدمة والنامية على السواء ، ولم يعد تعليم الكبار يخضع لمنطق التطوع أو الاختيارية، وإنما يخضع لمنطق التنظيم والمنهجية، ولم يعد عملاً يقوم على الخبرة الشخصية، وإنما أصبح علماً تربوياً متطوراً له نظرياته وأصوله وتطبيقاته، وأبحاثه .
إن فئة الكبار التي يستهدفها التعليم المفتوح تمتاز بخصوصية تجعلها مختلفة عن غيرها من الحاجات والأهداف والغايات كما تختلف في الاستعدادات والقدرات والميول والرغبات، وهذه الاختلافات تشكل الأساس الذي يستند إليه عند إعداد المواد التعليمية، حتى تكون هذه المواد مناسبة لهذه الفئة من حيث إثارة الاهتمام لديهم، ومن حيث احتوائها على التشويق المناسب وتلبية مطالبهم وتحقيق أهدافهم الخاصة من التعليم المفتوح .
إن تعليم الكبار هو تلك القوة التي في حال تطبيقها الأمثل يمكن أن تحدث إعادة تكييف الاتجاهات داخل المجتمع نحو أي موقف متغير وجديد في أقصر وقت ممكن والتي تساعد في ابتكار التغيير الذي يشمل المهارات أو الأساليب المطلوبة أو الضرورية للتغيير. 
إن تعليم الكبار يهتم أساساً بنشر المعرفة وتدريب الذهن على طريقة التفكير الموضوعي، وتعليم المهارات لتمكين الفرد من تحقيق ذاته وأداء دور فعال في تطوير المجتمع الذي ينتمي إليه.

إن تعليم الكبار لا تقتصر أهميته على إكساب فئة الراشدين من المتعلمين المهارات اللازمة لهم في عملهم ومن ثم تطوير قدرتهم على الإنتاج والمساهمة في تنمية المجتمع بل أن الآباء المتعلمين هم أكثر قدرة على مساعدة أبنائهم وأسرهم على التعليم، ومن هنا فإن التعليم الجامعي المفتوح يلعب دوراً أساسياً في التنمية الثقافية والاجتماعية، ويفتح الآفاق أمام الكبار من خلال البرامج التعليمية المناسبة لهم. 
.......................................................
المراجع
-       إبراهيم، سعد الدين (1989). مستقبل النظام العالمي وتجارب تطوير التعليم، منتدى الفكر العربي، عمان.
-       أبو غريب، عايدة (2004)، التعليم المفتوح والتعلم عن بعد في الوطن العربي: الواقع والمستقبل، الشبكة العربية للتعليم المفتوح والتعليم عن بعد، الأردن.
-       بروسر، روي (1980) تعليم الكبار في البلدان النامية، ترجمة الدكتور ابراهيم الشبلي ، الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار، جامعة الدول العربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بغداد.
-       بكر، عبد الجواد (2000)، قراءات في التعليم عن بعد، دار الوفاء لدينا الطباعة والنشر، الإسكندرية.
-       تقرير التنمية الإنسانية العربية (2005) نحو نهوض المرأة في الوطن العربي، الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، المكتب الإقليمي للدول العربية،رنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

الفصول المقلوبة

التعليم المعكوس 

بقلم : رزان الضرمان 

 على الرغم من أن بدايات التعلم العكسي ليست حديثة، فإن صيرورته في تركيا والمنطقة العربية بدت حديثة، ويكتنفها الكثير من إرهاصات التوجس والخيفة، وما هو في رأيي إلا توجس من الجديد، سرعان ما يتلاشى بالممارسة والدراسة، وتوجس من الخطأ الذي لا إشكالية في حدوثه "فالحقيقة العلمية خطأ تم تصحيحه"، ويقول طاغور: "إذا أوصدتم بابكم أمام الخطأ، فالحقيقة ستبقى خارجه".


ماذا يعني مصطلح الشخصنة، وما إستراتيجية الفصول المقلوبة؟
الشخصنة هي: ارتباط التعليم بحياة المتعلم؛ أي: التعلم للحياة.

الفصول المعكوسة هي: "النهج الذي يسمح للمعلمين بتنفيذ منهجية مختلفة في صفوفهم"[1].

أو هي "إستراتيجية تعلم وتعليم مقصودة توظف تكنولوجيا التعليم (الفيديو وغيرها) في توصيل المحتوى الدراسي للطالب قبل الحصة الدراسية وخارجها؛ لتوظيف وقت التعلم في المدرسة لحل الواجب المنزلي، وللممارسة الفعلية للمعرفة عبر الأنشطة النشطة؛ فهي أحد أنواع التعلم المزيج الذي يجمع بين بيئة التعلم غير المتزامنة في المنزل، والمتزامنة مع المعلم في الفصل الدراسي أو المدرسة"[2].

إن التعلم العكسي من الممارسات النشطة التي تساعد على شخصنة التعلم؛ فالتفرد والاستقلالية التي مارسها المتعلم عند اكتشافه للمفهوم، وبناؤه له عبر الوسائط المتعددة (الفيديو) السَّمْع بَصَري خارج حدود المدرسة، وممارسته للتطبيق، وبناء الخبرة داخل الصف بالتعاون مع أقرانه عبر الأنشطة والمشاريع - تمكنه من مهارة الربط بين ما تعلم وحياته الشخصية أو تعلمه الشخصي؛ أي يجعل لتعلمه معنًى خاصًّا، فيفهم المساق أو الموضع بمستوى أعلى من مستوى المعلومات.

إن تحديد المعلم للأهداف عند تعين مساق التعلم يرتبط بثلاثة نطاقات تكاملية تساعد على التعلم الشمولي، وهي[3]:
نطاقات سلوكية... نطاقات نفس حركية... نطاقات إدراكية.

فنطاق الأهداف السلوكية يعنى بتنمية وإدراك المهارات السلوكية "العاطفة والإحساس"، ومستوياتها تراكمية، كما في الشكل التالي:

فالشخصنة أعلى قيمة سلوكية يحققها المتعلم بالربط وتعليق ما تعلم ببنائه الفكري وسلوكياته، فتصبح جزءًا من شخصيته، ولا يصل إليها إلا إذا أوجد ترابطًا بين قِيم وأفكار مختلفة، وتمثلها بمعتقداته، وفسرها بإتقان، وهي ما تسمى مرحلة التنظيم، التي يرتفع إليها بممارساته لإيجاد قيمة المعرفة، وتكون ناتجًا حتميًّا لتجاوبه وتفاعله في عملية التعلم، وتجاوزه لمرحلة الاستقبال؛ فهي عملية تراكمية يتوقف حدوث السلوك الأعلى بتجاوز الهدف السلوكي الأدنى.

فوعي المعلم عند تحديد أهداف مساق التعلم في الفصل المقلوب ومواءمته بين النطاقات الثلاثة (السلوكية، والنفس حركية، والإدراكية) وحرفيته في تحليل محتوى المساق وصناعة الفيديو التفاعلي، وتصميم أنشطة الممارسة التطبيقية داخل الفصل - لما فهم الطالب في المنزل - بعناية ومراقبة التعلم، وتقديم التغذية الراجعة الفورية: يساعده على ملاحظة تحقق معايير التعلم الشخصي، وهي:
 إثبات المتعلم لوعيه الذاتي تجاه مساق التعلم.
 إخراج المتعلم مساق تعلمه وموضوعه إلى سياق محلي أو عالمي.
 مراقبة خط زمن التقدم نحو أهداف التعلم المتعددة.
 قدرة الطالب على نقل المعرفة ومساق التعلم من مادة إلى أخرى.
 انتقال التعلم من المدرسة إلى الحياة.

وهناك عدة أساليب لا تخفى على معلم الفصول المعكوسة تساعد على شخصنة التعلم، مثل:
 طرح المشكلات وإثارة التفكير الناقد في محتوى الفيديو التعليمي.
 حفز المتعلم على خلق المجازات والاستعارة داخل الفصل، وأثناء الدردشة.
 الزيارات الميدانية.
 مقالة الدقيقة الواحدة، التي تساعد على التفكير التأملي وتنظيم المعلومات.
 المشاهد التمثيلية وتبادل الأدوار.
• المشاريع والمهمات الأدائية.
 تعليم التعلم؛ أي: جعل المتعلمين يعلم بعضهم بعضًا (إذا أردت أن تحفظه درسه).
 حفز المتعلمين لتصميم الجرافيك التعلمي الخاص بهم.

لماذا تتحقق شخصنة التعلم في الفصل المعكوس بصورة أكبر؟
1- الفصل المعكوس يعطي خيارات أكثر في ممارسة التعليم بمستحدثات التكنولوجيا "الفيديو، مؤتمرات الفيديو، الوسائط الاجتماعية" تويتر، فيسبوك، واتس آب.

2- الفصل المعكوس يضاعف وقت التعلم بجمعه بين فترتين ومكانين للتعلم: قبل الحصة أو المحاضرة، وأثناءها.
في المنزل أو الحديقة، وفي الفصل أو المدرسة أو الرحلة.

3- يجمع بين شكلين من التعليم المزيج، المتزامن وغير المتزامن.

4- يجمع بين أسلوبين: التعلم الذاتي، والتعليم الاجتماعي.

5- يعمق مفهوم التعلم ذي معنى والتعلم البنائي.

6- يوفر وقت التعلم في ممارسة الأنشطة داخل الحصة، فالشرح للمفهوم في الفيديو قبل الحصة.

7- ينمي الثقة بالنفس، ويحول بين المشاغبات الصفية؛ لانهماك المتعلمين بممارسة الأنشطة التطبيقية.

8- تحجيم دور المعلم في الحصة إلى المراقبة والتوجيه؛ مما يساعده على مراقبة تحقق الأهداف وتوجيهها وتقييمها.

أخيرًا:
أجزم أن المعلم أو المعلمة التي تحدث نفسها بقلب فصلها هي معلمة استثنائية، وأنه معلم أيقن أن الجيل الرقمي لا يناسبه التعليم التقليدي، واعتقاده هذا دليل تميزه ونبوغه؛ فالوقت حان لدمج التقنية بالتعلم، حان لاستخدام بيداغوجيا الحوسبة بكثرة وفاعلية في التعليم.
.............................................................................................................................................................
[1] شبكة الفصول المقلوبة
[2] فاعلية الفصول المعكوسة في التعلم.
[3] تصنيف بلو وآخرين.